تخطى إلى المحتوى
Home » الذكاء الاصطناعي والترجمة البشرية: لمَنْ تكون الأفضلية؟

الذكاء الاصطناعي والترجمة البشرية: لمَنْ تكون الأفضلية؟

الذكاء الاصطناعي والترجمة

ما العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والترجمة؟ وهل يُمكن الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المُتطورة لتكون بديلةً عن الاستعانة بمترجمين بشريين؟ أسئلة عديدة تشغل بال الكثيرين من المهتمين بمجال الترجمة، خاصةً المبتدئين بتعلمها، فهؤلاء يهمهم اكتشاف المستقبل المهني ليتعرفوا على احتمالية الاستغناء عن وظيفتهم وإسناد المهمة للذكاء الاصطناعي، وهو ما نُجيبه فى سطور مقالنا التالي.

الذكاء الاصطناعي والترجمة

بدأ الذكاء الاصطناعي فى التطور بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، فرأينا شات جي بي تي مُستخدمًا فى تنفيذ أغلب المهمات اليومية، ومنها مهام الترجمة، وتبعه محرك بينج، وبارد الخاص بجوجل، وغيرها من الخيارات.

اللافت فى الأمر أن الاعتماد على الترجمة الآلية ليس حديثًا، فـ  لسنوات عدة، كان يُستخدم جوجل ترانسليت وغيره لترجمة الكثير من الكلمات والجمل على مدار اليوم.

ولكن الغريب فى العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والترجمة هو اعتقاد الكثيرين بقدرات الذكاء الاصطناعي على توفير ترجمة دقيقة للغاية تُماثل دقة وجودة الترجمة البشرية، وهو ما لم يكن مُتاحًا بالاعتماد على جوجل ترانسليت، فهل حقًا يمكن الوثوق بترجمة الذكاء الاصطناعي؟

عيوب الذكاء الاصطناعي والترجمة

رغم التحديثات الكبيرة التي شهدها الذكاء الاصطناعي، والتي مَكنَتهُ من تنفيذ مهمات صعبة كثيرة ككتابة الأكواد البرمجية، أو تأليف النصوص والشعر والقصص، وحل المسائل الرياضية المعقدة، إلا أنه لا يزال يفتقر للكثير ليكون خيارًا موثوقًا فى عالم الترجمة، وإليك بعضًا من عيوب الذكاء الاصطناعي في الترجمة:

1- عدم الوعي

الآلة مهما تطورت لا يُمكنها الوعي، فهذه الميزة قد خصها الله -عز وجل- للبشر فحسب، وفى مجال الترجمة، فـ إدراك مدى أهمية مستندات مُعينة، والقدرة على فهم متطلباتها، تُعتبر شروطًا أساسيةً للوصول لدقة وجود عملية الترجمة.

2- صعوبة فهم الفروق الثقافية

تجنب الفروق الثقافية قد يُكلف نشاطك التُجاري الكثير، وقد يضر بسمعة شركتك، فما هو مباح فى مجتمع ما قد يكون -بنفس تفاصيله- ممنوعًا ومُحرمًا فى مجتمع آخر، ولذلك يجب تجنب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي عند الترجمة، فهذه النقاط الهامة لا يستطيع إدراكها وتحقيقها إلا مترجم بشري متمرس.

3- سوء اختيار المعادل المناسب

قد يكون للمصطلح الواحد أكثر من معنى حسب نوع الوثيقة المُستخدمه، وهُنا يظهر أهمية الاعتماد على مترجم بشري لكي يستطيع فهم السياق والمضمون العام للنص، واختيار أنسب المعادلات التي تخدم هذا المعنى، على عكس ترجمة الذكاء الاصطناعي، والتي تختار المعادل بشكل عشوائي قد يُغير المعني تمامًا.

4- صعوبة التعامل مع اللهجات المختلفة

لكل لغة لهجات مُختلفة، ولكي تؤثر بشكل فعّال فى الجمهور المستهدف، ينبغي أن تُخاطبه بلهجته، وهو ما يصعب تحقيقه بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، فهذه التقنيات لم تتطور بالشكل الكافي لتفهم لجهة كل مدينة، وتُترجم بينهم بسلاسة كما يفعل المترجمون البشريون المتخصصون.

5- لا يمكن ضمان الخصوصية

بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، سنجد أنه من الصعب جدًا ضمان سرية بياناتك الشخصية، فهذه البرامج مُعرضة للتهكير بشكل دوري، خاصةً المتميز منها، وهو ما يُنذر باحتمالية كُبري للكشف عن معلوماتك الحساسة التي لا يجوز تفشيها، خاصةً عند ترجمة المستندات القانونية أو الشخصية.

الذكاء الاصطناعي والترجمة ليس خيارًا مُمكنًا في الإجراءات الرسمية

الذكاء الاصطناعي والترجمة ليس خيارًا مُمكنًا في الإجراءات الرسمية

عند التعامل مع إجراء رسمي يتطلب ترجمة مُستندات رسمية هامة، لا يمكن الاعتماد على ترجمة الذكاء الاصطناعي، فهذه الإجراءات الرسمية لها شروطها الخاصة، ومتطلباتها التي يجب تحقيقها لكي تُقبل المُستندات المُترجمة، ومن ضمنها، وجود بيانات وختم مترجم أو مكتب ترجمة معتمدة.

وبذلك، تضمن الجهات الرسمية دقة وجودة عملية الترجمة، والأمانة في نقل البيانات دون تحريف او تغير فى معناها، وهو ما لا يُمكن توفيره بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والترجمة، فتلك التقنيات -مهما تطورت- ستظل عاجزة فى المستقبل القريب على توفير ترجمة بجودة تُماثل ما يُمكن للمُترجم المعتمد المتخصص توفيره.

فإذا اعتمدت على ترجمة الذكاء الاصطناعي لترجمة مستندات رسمية، فعلى الأقل ستتكلف تعطيل إجراءاتك، وقد يصل الأمر للعقوبة إذا أدت الترجمة لتحريف فى البيانات الشخصية كما يحدث مع أخطاء الترجمة القانونية.

الذكاء الاصطناعي والترجمة النصية والفورية: أيهما يتأثر أكثر؟

كما لاحظنا، فإن الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزًا -رغم تطوره- على توفير خدمات ترجمة بجودة متميزة، تخلو من الأخطاء الإملائية والنحوية وغيرها، ولكن إذا أجرينا مقارنة بسيطة حول تأثير التطورات المستقبلية في عالم الذكاء الاصطناعي على مجالي الترجمة الفورية والنصية، سنجد أن الترجمة الفورية البشرية ستصمد لفترة أكبر.

وذلك لصعوبة الاعتماد على الروبوتات الآلية فى المؤتمرات والندوات والفعاليات الرسمية الهامة، والتي يلعب فيها المترجم الفوري البشري دورًا بالغ الأهمية لتسهيل الفهم والوضوح لجميع الحاضرين.

ولا يمكن إغفال أننا أمام تحديات فعلية كبيرة، وقدرات هامة يفتقرها الذكاء الاصطناعي، وقد يصعب اكتسابها حتى وإن زاد تطوره فى السنوات القادمه، وبناءً عليه، فإن الفرصة لا تزال متاحةً أمام الراغبين في تعلم مهنة الترجمة، واحترافها.

ولعل ما نشهده حاليًا يدفع الكثيرين للتطوير من قدراتهم بشكل ملحوظ؛ ليكونوا خير بديل عن الاستعانة بترجمة الذكاء الاصطناعي، حيث لن يجد أصحاب الجودة الرديئة مجالا لتقديم خدماتهم.

الذكاء الاصطناعي: هل يُمكن أن يُساعد المُـترجم البشري أم يحل محله؟

الذكاء الاصطناعي: هل يُمكن أن يُساعد المُـترجم البشري أم يحل محله؟

فى الوقت الحالي، هُناك العديد من الأدوات والبرامج التي يحتاجها المترجم البشري فى أداء عمله مثل: برامج الكات تولز، والمايكروسوفت أوفيس، وأداة Linguee، وبرنامج Grammarly، وغيرها.
أقرأ أيضًا: دليلك الشامل لبرنامج ترادوس

هذه الأدوات تُسهل من تنفيذ مهام الترجمة، وتُمكن المُترجم من أداء عمله بشكل أسرع وأكثر دقةً، وبالتالي، فالمجال مفتوحًا أمام قدرات الذكاء الاصطناعي لتكون مساعدًا للمترجمين البشريين فى عملهم.

وهذه المساعدة ستعتمد فى الأساس على قدرات وخبرات المترجم البشري، فهو المتحكم الرئيسي في عملية الترجمة، ولن يتوقع أن تكون هذه الأدوات والتقنيات بديلا كاملا عن الاستعانة بالترجمة البشرية.

إذًا، فنحن أمام مُستقبل قد يتشكل بقدرات الذكاء الاصطناعي التي تُيسر من عمل المترجم البشري، فيعود الأمر بالنفع على المُترجم الذي تتيسر أعماله، وتكلفة الترجمة التي ستكون أقل تبعًا للجهد المطلوب.

الأسئلة الشائعة

كيف يُمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وضمان الجودة؟

إذا كُنت قد اعتمدت على الذكاء الاصطناعي لترجمة بعض المستندات، فلكي تضمن جودة ودقة هذه الترجمة، تحتاج للاعتماد على مترجم بشري متخصص، يقوم بمراجعة هذه المستندات، واكتشاف أخطائها وتصويبها، وهو ما نُساعدك فيه فى الألسن عبر فريقنا المتميز الذي يضمن أفضل المترجمين المعتمدين المتخصصين.

متى يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الترجمة؟

عند ترجمة مستندات تستخدمها بشكل شخصي غير رسمي، ففي هذه الحالة، يُمكنك الاعتماد على ترجمة الذكاء الاصطناعي بدلا من جوجل ترانسليت، وقد توفر لك جودة أفضل منها، ولكنها لن تفوق جودة الاعتماد على مترجم بشري متخصص.

لماذا تتفوق الترجمة البشرية على ترجمة الذكاء الاصطناعي؟

لأن المترجم البشري يتميز بالوعي، والقدرة على فهم الفروق الثقافية، كما أنه يخضع لسنوات ممتدة من التدريب فى بعض التخصصات، وهو ما يُكسبه القدرة على التعامل مع المستندات الرسمية بشكل مثالي، يحقق متطلباتها وشروطها.

ما هو أفضل مكتب ترجمة بشرية بالقاهرة؟

مكتب الألسن هو أفضل مكتب معتمدة من جميع السفارات لجميع خدمات الترجمة المعتمدة بالقاهرة؛ حيث يَضم مكتبنا نُخبة من أفضل المُترجمين المتمرسين، بخبرات ممتدة فى جميع التخصصات، وإجادة لُغوية تشمل أكثر من 50 لُغة، هذا بالإضافة لإتاحة جميع خدماتنا بأسعار عادلة.

الخاتمة

رغم التطور الكبير الذي شهده عالم الذكاء الاصطناعي فى الفترة الأخيرة، إلا أنه لا يزال عاجزًا أمام القدرات البشرية فى الكثير من المجالات، فإذا أجرينا مقارنة سريعة بين الذكاء الاصطناعي والترجمة البشرية، سنكتشف التميز الواضح للمترجمين البشريين، خاصةً فى الإجراءات الرسمية التي تستلزم الدقة الشديدة فى ترجمة المستندات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

phone